
تحت الخط – تتصاعد في العراق هذه الأيام أجواء القلق الشعبي مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الجديد، حيث تعود الخطابات الطائفية لتطل برأسها من جديد، مهددةً المسار السياسي الهش ومثيرةً المخاوف من إعادة البلاد إلى دوامة الانقسام والتشرذم.
وتتخذ هذه الخطابات منحىً أكثر خطورة حين تتقاطع مع تدخلات إقليمية ودولية معلنة وخفية، تسعى إلى التأثير في مسار العملية السياسية عبر ضخ الأموال وتوجيه الحملات الإعلامية وبث رسائل تضليلية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويشير مراقبون إلى أنّ الأحزاب السنية والشيعية على السواء ما زالت تمارس لعبة التحشيد الطائفي، مستحضرةً لغة الماضي وذاكرة الاحتراب الأهلي، فيما تتداول تقارير محلية ودولية عن ضخ أموال هائلة في سوق السياسة، بعضها يتخذ شكل الرشاوى الانتخابية التي توزع على الناخبين بشكل مباشر، أو في صورة عقود ومنافع موجهة.
ويحذر ناشطون من أن هذه الممارسات تعيد العراق إلى أجواء الانقسام التي عانى منها طويلاً، وتفتح الباب أمام احتمالات الفوضى الأمنية والاجتماعية، خصوصاً في ظل هشاشة الأجهزة الرقابية وضعف قدرة الدولة على ضبط المال السياسي أو منع التدخلات الخارجية.
ويؤكد محللون أن استمرار هذا النهج سيضعف ثقة المواطن بالعملية الديمقراطية برمتها، ويحول الانتخابات من استحقاق وطني إلى معركة نفوذ بين القوى الداخلية وأذرع الخارج، الأمر الذي يهدد بتقويض فرص الاستقرار ويعيد إنتاج الأزمة بدلاً من حله