الحدث العراقي تحت الخط 🖌️📍 –
في أعماق مصنع أسمنت بابل، حيث يُفترض أن يُبنى المستقبل من حجارة صلبة، تكمن مصيبة هائلة تهز أركان الاقتصاد الوطني. إن كنت تعلم بها، فأنت شريك في الجريمة؛ وإن كنت جاهلاً، فالمأساة أعمق، إذ يُسرق المال العام تحت أنوفنا جميعاً.
في عام 2020، انكشفت طبقات من الفساد المتشابكة، حيث أُدخلت مواد طابوق لطواحين الإسمنت وزنجائر الناقل الدلوي إلى المخازن بأوراق أصولية مزيفة، كأنها أشباح تتسلل إلى قلب الآلة الصناعية.
ثم، في لمسة شيطانية، خرجت هذه المواد إلى مصنع آخر، لتعود بعد شهر كضحية مزيفة، مستلمة بأيدٍ غير مخولة، قبل أن تُدفن في أحشاء السكراب كجثة مدفونة حية. وبعد عام كامل من الغياب، أُخرجت من قبرها، لتكشف عن وجهها الحقيقي: غير مطابقة للمواصفات، فاسدة كروح نظام يحمي اللصوص.
لامسار الجريمة: من الدخول إلى الدفن الجماعي
بدأت القصة بإدخال المواد كجوهرة نظيفة، مدعومة بمستندات تُخدع العيون الحادة. الخروج إلى المصنع الآخر كان تمويهاً عبقرياً، يُعيد المادة بعد شهر كشبح جديد، يستلمه أشخاص خارج السلطة، في انتهاك صارخ للإجراءات.
الدفن في السكراب لم يكن نهاية، بل فصل انتقالي؛ فبعد سنة، أُخرجت كأنها كنز مدفون، لتُكشف عيوبها الفادحة. هذا ليس هدراً عابراً، بل جريمة منظمة تُكلف الخزينة خسائر تفوق الخيال، في وقت يئن فيه الاقتصاد تحت وطأة الجائحات.
وفي سياق أوسع، يذكر هذا بقضايا سابقة في الشركة العامة للأسمنت، حيث حُكم على مديرين سابقين بالسجن لسنوات بسبب رشاوى بلغت مئات الآلاف من الدولارات مقابل عقود مشبوهة، مما يُشير إلى نمط فساد يُفترس الصناعة من جذورها.
التحقيق الإداري، الذي وُصف بـ”غير المنصف”، كان مسرحية هزلية تُكافأ فيها الشخصيات الرئيسية بمناصب عليا. أشخاص مُتهمون بتمرير الجريمة ارتقوا: موظف قانوني إلى مدير القانونية في الشركة العامة للأسمنت العراقية، وآخر إلى مدير إدارة الأسمنت نفسه. إذا كانت المواد غير مطابقة، فلمَ لم يُحاسب أمين المخزن على كتابة مستندات كاذبة تُزوّر المواصفات وتُضلل الجهات؟ وإن كانت اللجنة المُرسلة للفحص قد اعتمدتها كمطابقة، فلمَ غابت أسماؤها من التقرير، كأنها أشباح محمية بعلاقات وصلات دماء؟ هناك معاقبون بلا ذكر في التنفيذ، ربما لأنهم يفتقرون إلى الواسطات التي تُنقذ الآخرين. هذا التحقيق ليس عدلاً، بل درعاً للمتنفذين، يُغطي على شبكة تُهدر موارد الشعب في زمن يحتاج فيه العراق إلى بناء، لا إلى تدمير.
تابع القصة على الرابط التالي 🖌️📍📍
https://uliraq.com/archives/594
اشترك في مجموعة وكالة (العراق .. تحت الخط 💬 🗯️💬 🗯️📍📍
https://chat.whatsapp.com/HFJbkchWNriBtiIeeVJBrm
تابع قناة العراق – تحت الخط – على تيك توك:💬 🗯️📍📍







