الحدث العراقي تحت الخط –
اهدى السياسي أسامة النجيفي رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي سيفًا في مشهد صُوِّر ووزّع على صفحات التواصل الاجتماعي، فتبدّت الهدية كرمز أكثر منها طقسًا احتفاليًا، وحملت الطابع الرمزي للعشائرية والولاءات المتداخلة في المشهد السياسي العراقي.
وكتب السامرائي على منصته أن السيف «شرف كبير» وأنه «سَيُصان كأمانة»، فبدا الكلام محاولةً لإضفاء مشروعية تاريخية على طقوس سياسية لا تزال تعيد إنتاج صور القوة القديمة في زمنٍ من المفترض أن تُبنى فيه مؤسسات الدولة.
وثار على المشهد سريعًا تفاعل غاضب وساخر عبر تغريدات ومنشورات حملت استهجانًا من الشارع الرقمي، فقد شبّه بعض المغردين الحدث بمحاولة لإحياء منطق العنف والرموز الحربية بدلًا من الاستثمار في البنى التحتية والخدمات، وبدا الرمز سيفًا بلا استخدام عملي سوى الإيهام بالممانعة والشرف.
وطرحت هذه الهدية السؤال المباشر: ألم يحن الوقت ليتوقف السياسيون عن تبادل السيوف والخناجر والرموز القتالية، ويشرعوا في تبادل مشاريعٍ حقيقية تبني المدارس والمستشفيات والطرق؟ فالإجابة العملية تتطلب أكثر من كلمات مهيبة أو لقطات فوتوغرافية؛ فتتطلب ميزانيات واضحة، ورؤى تنموية، ومحاربة للفساد الذي يلتهم أي برنامجٍ إصلاحي قبل أن يرى النور.
وبيّن المشهد كذلك ازدواجية الخطاب بين ما يُقال وما يُفعل، إذ تُصرف الكلمات اللامعة عن حماية «الأمانة» بينما تُهدر فرص بناءَ الثقة عبر محاسبة فاعلة ومشروعات تخدم المواطن. وقد دلّت ردود الفعل الرقمية على فراغٍ شعبي يتغذى من الإحباط المتزايد تجاه السياسيين الذين يستثمرون الرموز التاريخية لتلطيف صورةٍ عجزت أفعالهم عن الصمود أمام واقع الخدمة العامة المهترئ.
تابع القصة على الرابط التالي 🖌️
https://uliraq.com/archives/420
اشترك في مجموعة وكالة (العراق .. تحت الخط 💬 🗯️💬 🗯️
https://chat.whatsapp.com/HFJbkchWNriBtiIeeVJBrm
تابع قناة العراق – تحت الخط – على تيك توك:💬 🗯️







