
الحدث العراقي تحت الخط –
ابراهيم المحجوب
اجتمع ما يُسمّى بالقادة العرب، وهم – في الحقيقة – اسم بلا مسمّى. قادة بلا شجاعة، بلا قرار، رجال يحتاجون من يقودهم بعدما فقدوا القدرة على قيادة أنفسهم قبل شعوبهم.
اجتمعوا في الدوحة، وأنظار أبناء الأمة العربية شاخصة إليهم، تنتظر أن تقلع الطائرات من حصونها، وأن تصدر الأوامر للقادة العسكريين في كل الجيوش العربية للتهيؤ لساحة الصفر، وإعلان الإنذار (جيم)، استعداداً لمواجهة مصير حاسم. الشعوب العربية حبست أنفاسها، كأنها تنتظر لحظة تاريخية، أو قراراً يغيّر مجرى الأحداث، لكن الواقع جاء مخيباً للآمال.
فأرض الدوحة لم تشهد إلا ولائم من المأكولات الغربية التي تذوّقها القادة، وإقامات في فنادق خمس نجوم، بقاعات فاخرة مصممة على الطراز الحديث، مغلّفة بالرخام الإيطالي. أما القمة وبيانها الختامي، فقد جاءت لتقول للمواطن العربي:
ما أقبحك أيها المواطن! تريد إحراجنا دوماً بأمور أصبحت مستحيلة. ما زلت تفكر بعقلية الثأر والانتقام، ولا تعرف أن طائراتنا ودباباتنا ما هي إلا بضائع فُرضت علينا لنشتريها، لا لنحارب بها، بل لنحافظ على كراسينا.”
وهكذا خرجت القمة بقرارات محفوظة سلفاً، كتبها الإعلاميون قبل انعقادها:
”نستنكر، ونشجب، وندين، ونرفض أي عمل يمس كرامتنا في المستقبل.”
أما أشقاؤنا في فلسطين، حتى وإن ماتوا جوعاً، فسيكون نصيبهم منّا الدعاء فقط، مع التأكيد على التمسك بوثائق السلام مهما كانت جرائم الأعداء، لأن القرار مُتخذ مسبقاً بأن الكرسي له ثمن، وثمنه الوحيد بالنسبة لهؤلاء هو الخنوع.
ربما يرد عليهم مواطن عربي بسيط لا يعرف في السياسة إلا لغة الشارع، فيقول:
”أنتم كقطيع غنم يقوده مرياع، تتحدثون عن الكرامة، فأي كرامة بقيت؟!”
فإلى هؤلاء القادة نقول:
خَسِئتُم يا أشباه الرجال، وخسئت قراراتكم، وسيبقى التاريخ شاهداً أنكم لم تكونوا سوى صورة باهتة لزمن ضاع فيه القرار العربي.”
تابع القصة على الرابط التالي: