الحدث العراقي تحت الخط –
ارتفعت أصوات الموظفين العراقيين مجدداً مع اقتراب نهاية الشهر دون نزول الرواتب في حساباتهم، فيما تحولت المشكلة إلى هاجس يومي يثقل كاهل الأسر ويثير الغضب الشعبي.
وظهرت في الشوارع والأسواق مشاهد مألوفة لموظفين يتبادلون شكاوى الانتظار والتأجيل، فيما تحدث أحدهم قائلاً: “نحن نعيش على الراتب يوماً بيوم، وكل يوم تأخير يعني تراكم ديون جديدة”.
قلق متصاعد بين الموظفين
وقال موظفون من وزارات خدمية إن التأخير في صرف الرواتب أصبح عادة شهرية، مؤكدين أن حياتهم اليومية تتعطل بالكامل مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الخدمات. وأضافت موظفة أخرى: “نضطر للاستدانة من الأقارب أو أصحاب المحال، لكن إلى متى نستطيع الاحتمال؟”.
تساؤلات بلا أجوبة
وطرح الشارع أسئلة متكررة حول جوهر الأزمة: هل تعاني الدولة من شح السيولة النقدية؟ أم أن المشكلة تتعلق بالإجراءات البيروقراطية المعقدة بين وزارة المالية والمصارف الحكومية؟ وتساءل أحد المعلمين: “لماذا نسمع في الإعلام عن وفرة مالية واحتياطيات بالمليارات، بينما نحن ننتظر رواتبنا كالمعونة؟”.
توضيحات حكومية خجولة
وأكد خبير مالي أن عملية صرف الرواتب تمر بسلسلة حلقات إدارية تبدأ من استحصال التمويل وصولاً إلى المصارف، وأي خلل في واحدة منها يوقف العملية برمتها. وأوضح موظف في وزارة المالية افتراضياً: “نواجه ضغطاً هائلاً في تدقيق البيانات ومراجعة آلاف الملفات، والوقت يضيع بين المراسلات والتواقيع”.
مخاوف من أزمة أوسع
وحذر اقتصاديون من أن الاعتياد على هذا التأخير قد يعكس أزمة أعمق في إدارة الموارد العامة، مشيرين إلى أن استمرار الوضع سيؤدي إلى اهتزاز ثقة المواطن بالدولة. وقال أحد المراقبين: “الأزمة لا تقف عند حدود الراتب، بل تهدد الدورة الاقتصادية كلها، فالتأخير يضعف القوة الشرائية ويضر بالأسواق المحلية”.
دعوات للإصلاح والشفافية
وتزايدت الدعوات لإصلاح جذري في آليات صرف الرواتب، مع ضرورة إعلان الأسباب الحقيقية للتأخير أمام الرأي العام.
وأكد ناشطون على مواقع التواصل أن غياب الشفافية يفتح الباب أمام الشائعات، حيث كتب أحدهم: “كل شهر نسمع تبريراً جديداً، ولا أحد يجرؤ على قول الحقيقة كاملة”.
وبقيت الصورة النهائية عالقة بين وعود المسؤولين وقلق المواطنين، فيما يترقب الجميع حلولاً عملية توقف هذه المهزلة الشهرية التي لا تليق بدولة تعلن عن فوائض مالية قياسية بينما مواطنوها ينتظرون راتباً لا يصل إلا بعد عناء.
تابع القصة على الرابط التالي:







